لقد ساد الإسلام؛ لأنه كان خير نظام اجتماعي وسياسي استطاعت الأيام تقديمه، وهو قد انتشر؛ لأنه كان يجد في كل مكان شعوبًا بليدة سياسيًّا، تُسلب وتُظلم وتخوّف ولا تعلم ولا تنظِّم، كذلك وجد حكومات أنانية سقيمة لا اتصال بينها وبين شعوبها؛ فكان أوسع وأحدث وأنظف فكرة سياسية اتخذت سمة النشاط الفعلي في العالم حتى ذلك اليوم، وكان يهب بني الإنسان نظامًا أفضل من أي نظام آخر، وكان النظام الرأسمالي الاسترقاقي في الإمبراطورية الرومانية، والأدب والثقافة والتقاليد الاجتماعية في أوروبا قد انحلت انحلالًا تامًّا وانهارت قبل أن ينشأ الإسلام.