إني لأحب محمدًا؛ لبراءة طبعه من الرأي والتصنّع، ولقد كان ابن القفار هذا رجلًا مستقل الرأي؛ لا يعول إلا على نفسه ولا يدعي ما ليس فيه، ولم يكن متكبرًا؛ ولكنه لم يكن ذليلًا، فهو قائم في ثوبه المرقع كما أوجده الله وكما أراده، يخاطب بقوله الحرّ المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة، وكان يعرف لنفسه قدرها، وكان رجلًا ماضي العزم لا يؤخر عمل اليوم إلى غد.